فاس : محمد غفغوف
في مشهد يعكس مدى الارتباك في الخطاب السياسي، خرج نائب عمدة فاس بتصريحات تخلط بين أدوار الجماعة والمقاطعة، مما يطرح تساؤلات مشروعة حول مدى إلمامه بوظائف هذه المؤسسات، فهل نحن أمام بداية مبكرة للحملة الانتخابية؟ أم أن هذا الارتباك نابع من جهل حقيقي بأدوار المجالس المنتخبة؟
المثير في الأمر أن هذا المسؤول، الذي يفترض أن يكون على دراية دقيقة بصلاحياته، لم نسمع له صوتًا طيلة هذه الفترة بشأن قضايا المدينة الكبرى، ولم نر له إنجازات واضحة تخدم ساكنة فاس عامة أو مقاطعته خاصة، واليوم، بدل تقديم حصيلة عمله، ينشغل بإطلاق تصريحات بعيدة عن الواقع، وكأن المواطنين لا يدركون الفرق بين الوعود الحقيقية وبيع الوهم.
إن ما يثير الاستغراب أكثر هو دور بعض وسائل الإعلام التي تروج لمثل هذه التصريحات دون أدنى تحقق أو مساءلة، وكأن المطلوب هو تمرير خطاب انتخابي لا يغير شيئًا من واقع المدينة، فقبل نشر هذه المغالطات، أليس من الأجدر البحث والتأكد من أدوار المؤسسات المنتخبة، بدل المساهمة في تضليل الرأي العام؟
لقد آن الأوان لأن يتحمل كل مسؤول مسؤولياته، بعيدًا عن لغة التسويق السياسي الفارغ، فساكنة فاس تحتاج إلى عمل جاد، وليس إلى شعارات جوفاء تحاول تهيئة الأجواء لمعركة انتخابية سابقة لأوانها.