فاس : محمد غفغوف
تعيش جماعة فاس على وقع توتر سياسي متصاعد داخل صفوف أغلبيتها المسيرة، بعد انسحاب عدد من المستشارين المحسوبين على الأغلبية، احتجاجًا على ما وصفوه بـ”القرارات الانفرادية” التي يتخذها رئيس المجلس دون استشارة مكونات أغلبيته.
وحسب تصريحات متطابقة لبعض المنتخبين المنسحبين، فإن خطوة الانسحاب من الدورة الأخيرة تأتي كرد فعل على ما اعتبروه “تهميشًا ممنهجًا” لدور المقاطعات والمستشارين في تدبير شؤون المدينة، و”هيمنة فردية” على القرار الجماعي، بلغت ذروتها في إدراج أربعين نقطة دفعة واحدة في جدول أعمال الدورة دون فتح نقاش مسبق مع الفرق المكونة للأغلبية.
ويبدو أن الأغلبية التي يقود بها العمدة مجلس جماعة فاس تعيش على وقع صراعات خفية بين الرئيس وبعض أعضاء مكتبه من جهة، وبين مجموعة من المستشارين الغاضبين من جهة أخرى، ما يعكس هشاشة التحالف المسير وصعوبة الحفاظ على تماسكه مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
المثير في دورة اليوم، بحسب متتبعين للشأن المحلي، هو الغياب اللافت لعدد كبير من المستشارين المحسوبين على الأغلبية، في مقابل حضور متماسك وفاعل لصفوف المعارضة التي أبدت استعدادًا لاستثمار حالة الارتباك التي يعرفها معسكر العمدة، خاصة في ظل غياب رؤية واضحة لتدبير المرحلة المقبلة.
ويرى مراقبون أن ما يجري داخل جماعة فاس اليوم ليس سوى مقدمة لانشقاقات محتملة ستظهر إلى العلن خلال الأسابيع والأشهر القادمة، مع تزايد التذمر داخل الأغلبية التي لم تعد قادرة – على ما يبدو – على مجاراة القرارات الفردية لرئيسها، ولا على الدفاع عن حصيلته التدبيرية التي يصفها البعض بـ”المتواضعة” مقارنة بحجم الانتظارات.
وفي انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، تبقى جماعة فاس أمام تحدي الحفاظ على الحد الأدنى من الانسجام الداخلي لتفادي شلل محتمل في تسيير المدينة، في وقت تحتاج فيه العاصمة العلمية إلى قرارات جماعية جريئة ومسؤولة بدل صراعات تضعف العمل الجماعي وتربك مسار التنمية المحلية.