المغرب360 : محمد غفغوف
انعقد يوم السبت 4 أكتوبر 2025 بالرباط اجتماع لمكتب الفيدرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين، برئاسة السيد عبد الله غازي، وبحضور أغلبية أعضاء المكتب الوطني الذين يشغل معظمهم مهمة رؤساء للمنظمات الجهوية للمنتخبين التجمعيين عبر مختلف جهات المملكة.
وقد خُصص هذا الاجتماع لتدارس رهانات الدخول السياسي الجديد، واستحضار التحديات التنموية الكبرى التي تواجه مختلف الجماعات الترابية، في ظل التزام المنتخبين التجمعيين بتجسيد روح القرب من المواطن، وترجمة البرامج الحكومية إلى مشاريع ملموسة داخل المجالس المنتخبة.
كما شكل اللقاء مناسبة لمناقشة ما شهده الفضاء العام الوطني خلال الأيام الأخيرة من تعبيرات شبابية سلمية، أجمع أعضاء المكتب على مشروعية مطالبها الاجتماعية والاقتصادية، التي يكفلها دستور المملكة ويقرها الجميع كحقوق أساسية، في سياق النقاش الوطني المتواصل حول سبل تعزيز العدالة الاجتماعية.
وفي السياق ذاته، ثمّن أعضاء الفيدرالية التفاعل المؤسساتي الرصين والمسؤول للحكومة والأغلبية البرلمانية مع هذه التعبيرات، مؤكدين أن مؤسسات الدولة أبانت عن نضج سياسي كبير وقدرة عالية على الإنصات والحوار دون تسرع أو انفعال، بما يترجم الاختيار الديمقراطي للمملكة واستقرار مؤسساتها.
كما عبّر المكتب الوطني للفيدرالية عن تقديره الكبير لروح المهنية والانضباط التي تحلت بها السلطات الترابية والأجهزة الأمنية الوطنية في تعاملها مع التظاهرات السلمية، منوهًا بحكمة المقاربة الأمنية المغربية التي توازن بين صون الأمن العام واحترام حرية التعبير، وفي الوقت ذاته، أدان أعضاء الفيدرالية الأفعال التخريبية المعزولة التي حاولت المساس بسلمية الاحتجاج، معبرين عن أسفهم للخسائر البشرية والمادية، ومتقدمين بخالص التعازي لأسر الضحايا.
وخلص المكتب في نهاية اجتماعه إلى مجموعة من التوصيات العملية، أبرزها دعوة كل المنتخبين التجمعيين إلى تعزيز التواصل المباشر مع المواطنين، والانخراط في مجهود الإصغاء لمختلف الفئات الاجتماعية، خصوصًا الشباب، وتكثيف الجهود لتحسين جودة الخدمات الترابية وتيسير ولوج المواطنين إليها. كما ثمّن المكتب المجهودات الحكومية بقيادة السيد عزيز أخنوش في تدارك تراكمات الماضي والاستجابة للطلب الاجتماعي المتزايد، مع التأكيد على أن بناء الدولة الاجتماعية مسارٌ متدرج يتطلب تضافر الجهود واستمرارية الإصلاح.
وفي ختام اللقاء، أدلى السيد محمد السلاسي، عضو المكتب الوطني للفيدرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين، بتصريح صحفي أكد فيه:
“الاجتماع كان صريحًا ومسؤولًا، وعبّر عن وعي جماعي بضرورة أن يكون المنتخب التجمعي في قلب نبض المجتمع، قريبًا من المواطنين ومنفتحًا على قضاياهم وتطلعاتهم.
المرحلة تفرض علينا أن نكون جسرًا بين الدولة والمجتمع، بين القرار العمومي والانتظارات اليومية للناس، فالمطالب الاجتماعية المشروعة لا تُجابَه إلا بالفعل الميداني والتواصل الإيجابي، وهو ما نشتغل عليه داخل الفيدرالية وفي مختلف المجالس المنتخبة.
نحن في حزب التجمع الوطني للأحرار نؤمن بأن الإصغاء للشباب ولطموحاتهم ليس ظرفيًا، بل هو رهان دائم في بناء الدولة الاجتماعية التي نريدها جميعًا. لذلك سنواصل عملنا بتفانٍ ومسؤولية، لأن المواطن المغربي يستحق الأفضل”.