العيون : المغرب360
بقلم : اشرف اولاد الفقيه
بعد أكثر من عقدين من التداول على السلطة، مرت خلالها مختلف التوجهات السياسية من اليمين إلى اليسار، مرورا بالأحزاب ذات المرجعية الإسلامية و احزاب ادارية، يجد المغرب نفسه اليوم أمام مشهد سياسي أرهقه التكرار وفقدان البدائل.
فالمواطن المغربي أصبح ينظر إلى الحكومات المتعاقبة بعين الريبة، بعدما فشلت في تحقيق العدالة الاجتماعية، وضمان الكرامة والإنصاف، وتجديد الثقة في السياسة.
وفي ظل التحضير لما يسمّى بـ “حكومة المونديال”، التي ينتظر أن ترافق تنظيم كأس العالم 2030، يعود سؤال المشاركة والمعارضة بقوة:
هل سيكسر النهج الديمقراطي تقليد المقاطعة، ويدخل غمار الانتخابات باسم “النهج الديمقراطي العمالي”، بحثا عن تمثيلية داخل المؤسسات؟
وهل ستختار جماعة العدل والإحسان الانتقال من منطق المقاطعة إلى الممارسة السياسية المؤسساتية، بعد عقود من العمل الدعوي والمجتمعي خارج الإطار الرسمي؟
إن مشاركة هذين التيارين في الاستحقاقات المقبلة قد تشكل تحولا استراتيجيا في المشهد السياسي المغربي، إذ يمكن أن يمارسا معارضة من داخل المؤسسات، تسمح لهما بالتعرف عن قرب على آليات تدبير الشأن العام، وتراكم التجربة والخبرة اللازمة لتدبير إحدى الحكومات مستقبلا.
فالمعارضة ليست موقعا سلبيا، بل مدرسة في التمرس على الحكم، ومجال لاكتساب المعرفة التقنية والسياسية الضرورية لصنع القرار العمومي.
دخول قوى جديدة بمرجعية فكرية وأخلاقية مختلفة قد يعيد التوازن للمشهد السياسي، ويمنح الأمل لجيل جديد من المغاربة الباحثين عن معنى السياسة، بعد أن استهلكت معظم الأحزاب التقليدية في لعبة المواقع والمصالح.
وفي انتظار الموقف الرسمي لكل من النهج والعدل والإحسان، يبقى السؤال معلقا:
هل سنشهد ولادة معارضة مؤسساتية حقيقية تمهد لتغيير بنيوي في تدبير الشأن العام؟
أم سيظل المشهد محصورا بين أحزابٍ أنهكتها السلطة، وشعب فقد الثقة في جدوى صناديق الاقتراع؟