فاس : محمد غفغوف
استقبل الدكتور عبد السلام البقالي، رئيس جماعة فاس، صباح الأربعاء 12 نونبر 2025، وفدًا رفيع المستوى من مقاطعة هونان بجمهورية الصين الشعبية، في لقاء رسمي احتضنه مقر الجماعة بحضور الأستاذ عزيز اللبار، نائب الرئيس المكلف بالشراكة والتعاون الدولي والاستثمار. وقد شكّلت الزيارة محطة جديدة في مسار الانفتاح الدولي الذي تنهجه المدينة، وفرصة لإرساء أسس تعاون متجدد مع واحدة من أهم المقاطعات الاقتصادية في الصين.
وفي مستهل اللقاء، عبّر السيد الرئيس عن اعتزازه بمتانة العلاقات المغربية–الصينية، مؤكدًا أن الروابط التاريخية بين البلدين تمنح التعاون المحلي بين المدن بعدًا استراتيجيًا متقدّمًا. كما قدّم عرضًا شاملًا حول المؤهلات الكبرى التي تزخر بها فاس، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياحي أو الثقافي أو الديموغرافي، مبرزًا مكانتها كعاصمة روحية للمملكة وإرثها الحضاري المصنف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وأكد الدكتور البقالي أن جهة فاس مكناس تعدّ من الجهات الواعدة بفضل مواردها الطبيعية والزراعية، وثراء قطاع الصناعة التقليدية الذي يشغل آلاف الحرفيين، إلى جانب تطور البنية التحتية التي تشمل شبكة طرق سيارة حديثة ومطارًا دوليًا يوفر ربطًا مباشرًا بعدد من العواصم العالمية. وهو ما يجعل الجهة، على حدّ تعبيره، قبلة جذابة للاستثمارات الكبرى ومجالًا مناسبًا لاحتضان مشاريع صناعية مستقبلية.

كما شدّد رئيس الجماعة على التزام المدينة بتعزيز مقومات التنمية المستدامة وحماية البيئة وتطوير مناخ الأعمال، داعيًا الفاعلين الاقتصاديين الصينيين إلى استكشاف الفرص الواعدة التي توفرها فاس في مجالات الصناعة، والخدمات، والطاقات المتجددة، والابتكار التكنولوجي.
من جانبها، عبّرت السيدة سونغ تشينغ (SONG CHENG)، نائبة المدير العام لقسم الموارد الطبيعية بمقاطعة هونان، عن تقديرها الكبير لحفاوة الاستقبال ودفء الضيافة المغربية، مشيدة بما لمسته من مكانة تاريخية وحضارية مميزة لمدينة فاس. وأكدت رغبة مقاطعة هونان في تعزيز التعاون مع الجماعة، خصوصًا في مجالات الصناعة التقليدية والثقافة وتبادل الخبرات، بما يسهم في دعم مسار الشراكة والصداقة بين البلدين.
وتأتي هذه الزيارة لتؤكد من جديد الحركية المتزايدة التي تعرفها جماعة فاس على مستوى التعاون الدولي، وسعيها المستمر إلى بناء جسور شراكة مع فاعلين دوليين قادرين على دعم الأوراش التنموية للمدينة وتعزيز حضورها على خارطة الاستثمار العالمي.

