متابعة//المغرب360
تعيش ساكنة دواوير بني راوس والجحرة ومحيط جماعة زومي بإقليم وزان منذ أشهر على وقع أزمة تنموية خانقة بسبب تعثر الأشغال بالطريق الرئيسية التي تربط عدة دواوير بالمركز، من بينها: باب الرياحين، العزيب، عين اكبير الشدعيين الموالدة الرملة القلعة الهسكرة الجحرة وغيرها.
هذه الطريق تعد شريانا حيويا طال انتظاره لسنوات باعتباره مشروعا من شأنه فك العزلة عن كتلة سكانية واسعة وتحريك عجلة التنمية القروية بالمنطقة.
ورغم تصريحات بعض المنتخبين المحليين—وفي مقدمتهم رئيس جماعة زومي—بأن الأشغال “تسير بشكل عادي”إلا أن الواقع على الأرض ينفي ذلك تماما. فالورش متوقف منذ مدة، والمعدات غادرت الموقع دون تقديم توضيحات رسمية، ما رسّخ شعورا عاما بالغموض والقلق وسط السكان.

أسئلة مشروعة بلا أجوبة
التوقف المفاجئ للمشروع فتح الباب أمام العديد من التساؤلات المشروعة لدى الساكنة، من أبرزها:
ما الأسباب الحقيقية لتعثر الأشغال؟ خاصة أن الاعتمادات المالية المرصودة متوفرة والجهة الممولة للمشروع معروفة (وزارة الفلاحة والتنمية القروية).
لماذا غاب التواصل مع المواطنين؟ وهل أصبحت الساكنة مجرد “خزان انتخابي” لا يتم الاهتمام به إلا عند الحاجة؟
أين هي المحاسبة بخصوص المسؤوليات؟
ولماذا تم سحب المعدات نحو مواقع أخرى دون أي تبرير يطمئن المواطنين؟
هذه الأسئلة وغيرها تتردد بقوة وسط السكان الذين يزداد شعورهم بالتهميش يوماً بعد يوم.
احتقان اجتماعي يتفاقم مع الأمطار
مع بداية تساقط الأمطار خلال الأسبوع الجاري من شهر نونبر، تفاقمت معاناة الساكنة بشكل لافت. فالأوحال وانجراف التربة جعلت الطريق غير صالحة تمامًا، ما تسبب في:
انقطاع التلاميذ عن الدراسة منذ أولى القطرات.
معاناة المرضى والحوامل في الوصول إلى المراكز الصحية.
شل حركة التنقل والتزود بالحاجيات الأساسية.
وتؤكد الساكنة أن الوضع “لم يعد يحتمل” مشيرة إلى أن التنمية لا تتحقق بالوعود أو الخطابات، بل بتدبير جدي وشفاف وبتنفيذ فعلي للتوجيهات الملكية الداعية إلى العناية بالعالم القروي وساكنته.
أزمة طريق تكشف أزمة تدبير
القضية اليوم لم تعد مجرد طريق متوقفة، بل باتت نموذجًا لخلل بنيوي يشوب تدبير مشاريع فك العزلة في العالم القروي، حيث تتوقف الأوراش الحيوية كلما تغيّرت الحسابات أو الظروف، دون مراعاة المصالح العليا للمواطنين أو لحقهم في الولوج إلى المدرسة والمستوصف والسوق والخدمات الأساسية.
مطالب بتدخل عاجل
وأمام هذا الوضع تتوجه ساكنة الدواوير المتضررة بنداء عاجل إلى:
السلطة الإقليمية بإقليم وزان ممثلة في السيد العامل
المصالح التقنية المعنية
الجهات الوصية على برامج فك العزلة والتنمية القروية
وذلك من أجل تسريع التدخل، واستئناف الأشغال، ووضع حد لمعاناة مئات الأسر التي تعيش عزلة قاسية، وتنفيذ المشروع وفق الجدول الزمني المتفق عليه ضمانا للحق في التنقل والعيش الكريم.
وتؤكد الساكنة أن استمرار الوضع الحالي “أمر غير مقبول”، ويؤثر بشكل مباشر على الاستقرار الاجتماعي وعلى مستقبل أبناء المنطقة

