تطوان : المراسل الجمعوي
في مبادرة نوعية تعكس التزامها الراسخ بقضايا الطفولة، نظمت جمعية رعاية الطفولة والأسرة بتطوان مائدة مستديرة خصصت لموضوع “الأطفال في وضعية هشاشة”، جمعت فعاليات مهتمة بالشأن الاجتماعي والحقوقي لمناقشة الإشكالات المتعددة التي تطبع واقع هذه الفئة، وبحث السبل الكفيلة بتحسين ظروفها وتمكينها من حقوقها الأساسية.
وجاء هذا اللقاء في سياق يتزايد فيه الوعي الجماعي بخطورة الظواهر المرتبطة بهشاشة الطفولة، من التشرد والتسرب المدرسي والعنف والاستغلال، إلى ضعف الحماية القانونية والاجتماعية. وقد شكّل الفضاء مناسبة لتقاسم المعطيات والتجارب الميدانية التي راكمتها الجمعية خلال سنوات من العمل في الصفوف الأمامية، إلى جانب عرض خلاصات حول أبرز الصعوبات التي تواجهها في استقبال الأطفال المتخلى عنهم أو المهددين بالتشرد.
وسلطت المائدة المستديرة الضوء على فئات مختلفة من الأطفال الذين يعيشون الهشاشة في صورها المتعددة: أطفال الشوارع، أبناء الأسر المعوزة، الأطفال المتخلى عنهم، وأطفال المهاجرين الأفارقة الذين يعانون من تحديات مضاعفة بسبب غياب الوثائق القانونية وصعوبة الاندماج الاجتماعي. كما تم التطرق إلى التعقيدات القانونية والإدارية التي تواجه الجمعيات أثناء محاولتها إيداع هؤلاء الأطفال أو كفالتهم، مما يجعل بعض التدخلات تتأخر رغم الطابع الإنساني المستعجل للحالات.

وأكدت جمعية رعاية الطفولة والأسرة، من خلال هذا اللقاء، أن معالجة الهشاشة لا يمكن أن تظل مبادرات معزولة، بل تتطلب رؤية جماعية ومقاربة شمولية تدمج الجوانب القانونية والاجتماعية والنفسية والتربوية. كما شددت على أن الحق في التعليم، والرعاية، والإيواء، والحياة الكريمة يجب أن يظل أساس أي سياسة عمومية تُعنى بالطفولة، سواء كانت وطنية أو محلية.
وفي ختام اللقاء، جددت الجمعية دعوتها إلى تعزيز التنسيق بين مختلف المتدخلين، وتبسيط المساطر الإدارية الخاصة بحماية الأطفال، مع إرساء آليات دائمة للرصد والتتبع تضمن سرعة الاستجابة للحالات المستعجلة. كما أكدت التزامها بمواصلة جهودها في الرعاية والتوجيه والدعم النفسي والاجتماعي، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن الطفل ليس مجرد موضوع للمساعدة، بل هو رهان للمستقبل ومؤشر على إنسانية المجتمع.

