فاس : محمد غفغوف
في زمن تتعالى فيه الدعوات إلى الشفافية والمساءلة، وتشتد الحاجة إلى مؤسسات مدنية تعيد بناء جسور الثقة بين المواطن والدولة، شهدت مدينة فاس يوم الأحد 9 نونبر 2025 حدثًا نوعيًا تمثل في تأسيس “المرصد الوطني للحق في المعلومة”، كإطار مدني مستقل يجمع بين خبرات المجتمع المدني والإعلام والأوساط الأكاديمية، ويؤمن بأن الحق في المعلومة ليس ترفًا ديمقراطيًا بل شرطًا للتنمية والمواطنة الحقيقية.
هذا الميلاد لم يكن وليد الصدفة، بل تتويجًا لتجربة ميدانية امتدت لأكثر من تسع سنوات في إطار “المرصد الجهوي للحق في المعلومة بجهة فاس–مكناس”، قبل أن تتبلور الفكرة في مشروع وطني أشمل حمله مؤسسون يؤمنون بأن «الأجساد تسقط، لكن الفكرة لا تموت». وهو شعار يلخص روح الإصرار التي رافقت رحلة هذا المشروع منذ بدايته.

المرصد الوطني للحق في المعلومة يسعى إلى تكريس ثقافة جديدة في التعامل مع المعلومة باعتبارها حقًا إنسانيًا ودستوريًا، وأداةً فعالة لتخليق الحياة العامة وتعزيز المشاركة المواطنة. فالمعلومة، كما يؤكد مؤسسوه، ليست مجرد وثيقة، بل هي ضوء يبدد الغموض، وسلاح سلمي في مواجهة الفساد، ومفتاح ضروري لبناء الثقة والمساءلة.
وفي تصريح بالمناسبة، قال محمد امجهد، رئيس المرصد الوطني للحق في المعلومة:
“تأسيس هذا المرصد هو تتويج لمسار طويل من الإيمان بالحق في المعرفة، ومن الدفاع عن الشفافية باعتبارها المدخل الأساسي لبناء مغرب جديد. نحن لا نبحث عن المواجهة، بل عن التعاون من أجل ترسيخ ثقافة الانفتاح داخل مؤسساتنا. المعلومة حق وليست منّة، والحق حين يُمارس بوعي ومسؤولية، يصبح قوةً في خدمة التنمية والديمقراطية.”

وأضاف امجهد أن المرصد سيعمل على رصد مدى احترام مقتضيات الحق في المعلومة داخل المؤسسات العمومية والمنتخبة، وتطوير برامج للتكوين والتوعية لفائدة الإعلاميين والفاعلين المدنيين والأكاديميين، إلى جانب الإسهام في الحوار الوطني حول سياسات الشفافية والحكامة الجيدة.
وقد أسفر الجمع العام التأسيسي، الذي احتضنته مدينة فاس، عن انتخاب المكتب التنفيذي الوطني للمرصد، والذي تشكل على النحو التالي:
الرئيس: محمد امجهد
نائب الرئيس: عبد الإله الصبيرو
الكاتبة العامة: خولة عبيد الله
أمينة المال: كنزة سمود
المستشارة: نوال بنائم
المستشارة: صفاء منصور
المستشار: عبد المجيد أبلحاج
المستشار: محمد علمي
المستشار: زكرياء كرنو
المستشار: عبد الحق كركيط
بهذا التأسيس، تُضاف لبنة جديدة إلى صرح الفعل المدني الوطني، في لحظة دقيقة تحتاج فيها البلاد إلى أصوات حرة ومسؤولة تدافع عن الشفافية كقيمة، وعن المعلومة كحق، وعن المواطنة كمسؤولية. إنه ميلاد مرصد يؤمن بأن المعلومة نور، وأن إطفاء النور هو أول خطوة نحو العتمة.

