فاس : محمد غفغوف
في مبادرة إنسانية تحمل معاني التكافل والتآزر الاجتماعي، أطلق مجلس مقاطعة زواغة بمدينة فاس برنامج الختان الجماعي لفائدة أطفال الأسر المعوزة، وهي مبادرة دأب المجلس على تنظيمها سنويًا، مساهمةً منه في تخفيف الأعباء المادية عن العائلات ذات الدخل المحدود، وضمان الولوج المتكافئ للخدمات الصحية الأساسية. وتأتي هذه الخطوة في سياق سياسة اجتماعية ينهجها المجلس، تروم تعزيز قيم التضامن داخل النسيج المجتمعي، والاهتمام بصحة الأطفال وظروف أسرهم، بما يعكس جوهر العمل الجماعي القريب من انشغالات المواطنين واحتياجاتهم الفعلية.
وتنظم هذه العملية بتنسيق تام بين مجلس مقاطعة زواغة والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وبشراكة مع مختلف السلطات المحلية، حيث يشمل البرنامج تنظيم أيام طبية متعددة عبر مراكز صحية مختلفة بتراب المقاطعة، وذلك وفقًا للجدول الزمني المعلن، والذي ينطلق يوم الخميس 20 نونبر 2025 بالمركز الحضري المرجة، يليه المركز الصحي المسيرة يوم الجمعة 21 نونبر، ثم المركز الصحي زواغة يوم السبت 22 نونبر، وصولًا إلى المركز الصحي بنسودة يوم الأحد 23 نونبر. كما تُسند العمليات للفرق الطبية المختصة التي تشرف على جميع الإجراءات بما فيها التحاليل الطبية القبلية، ضمانًا لسلامة وصحة الأطفال المستفيدين.

وفي تصريح لرئيس مجلس مقاطعة زواغة، السيد إسماعيل جاي المنصوري، أكد أن هذه المبادرة السنوية ليست مجرد عمل اجتماعي عابر، بل هي “رؤية ثابتة للمجلس تُجسد التزامه الدائم بخدمة الساكنة، خاصةً الأسر المعوزة التي تواجه صعوبات مادية تحول دون تمكين أطفالها من الاستفادة من الخدمات الصحية الضرورية”، وأضاف أن المجلس “يعتبر العمل الاجتماعي رافعة أساسية في خدمة التنمية المحلية، ويحرص على أن تمر العملية في ظروف تنظيمية وصحية مناسبة، تحت إشراف أطباء مختصين، ومن دون أي مقابل مادي”.

وشدد المنصوري على أن الهدف من المبادرة هو “تعزيز العدالة الاجتماعية والاهتمام بصحة الأطفال الذين يمثلون مستقبل المقاطعة”، مشيرًا إلى أن “العمل الجماعي مسؤولية مشتركة بين المنتخبين والمؤسسات الصحية والسلطات المحلية، وهو ما يتجسد اليوم من خلال هذا التنسيق المحكم لإنجاح العملية”. كما أشاد بالانخراط الكبير للأطر الصحية والسلطات المحلية في تسهيل العملية وتوفير كل شروط النجاح.
وتنطلق العمليات كل يوم على الساعة الثامنة صباحًا، وسط تنظيم محكم يضمن استقبال الأسر في ظروف إنسانية تليق بالمبادرة وبفلسفة المجلس الهادفة إلى ترسيخ قيم التضامن، وتقريب الخدمات الاجتماعية والصحية من المواطنين، وجعل المقاطعة فضاءً يحتضن ساكنته ويعزز كرامتهم.

