مديونة : المغرب 360
في خطوة وُصفت بأنها الأكثر جرأة داخل “البيت التجمعي” منذ سنوات، أعلن راشيد الطالبي العلمي، أحد أبرز وجوه حزب التجمع الوطني للأحرار وعضو مكتبه السياسي، أن صفحة “الحرس القديم” داخل المسؤوليات التنظيمية شارفت على الطيّ، وأن اللحظة السياسية باتت تتطلب وجوهًا جديدة تحمل المشروع الحزبي نحو مرافئ مختلفة.
العلمي، الذي تحدث بنبرة صريحة خلال لقاء حزبي احتضنه إقليم مديونة مساء السبت 15 نونبر، قال دون مواربة: “وصلت للسن اللي خاصني نمشي فيه… حان الوقت باش نفسحو الطريق للشباب، والحزب فيه الخلف اللي قادر يكمل المسار”. كلمات عابرة في ظاهرها، لكنها محمَّلة بدلالات ثقيلة تعكس تحوّلاً عميقًا في هندسة القرار داخل الحزب.
ولم يفت القيادي التجمعي أن يوجّه شكره لعزيز أخنوش على ما اعتبره “إحياء الروح الشبابية” داخل المنظمة التجمعية، قائلاً: “لولا رئيس الحزب، ما كانت منظمة الشباب التجمعيين لتصل إلى ما هي عليه اليوم”. تصريح يعكس اعترافًا صريحًا بأن الرهان المستقبلي للحزب معقود على طاقة شبابه، لا على رمزية أسمائه التاريخية.
لكن الرسالة لم تتوقف عند حدود البيت الداخلي، فقد اختار الطالبي العلمي أن يوجه سهام النقد مباشرة نحو حزب العدالة والتنمية، الذي كثّف في الأسابيع الأخيرة حملاته على الأغلبية الحكومية ورئيسها، مستثمرًا ما عُرف إعلاميًا بـ“قضية لوبي الأدوية”. العلمي لم يُخفِ استياءه مما وصفه بـ“التشويش السياسي”، مؤكداً أن الهجمات المتكررة لن تغيّر شيئًا في مسار الحكومة ولا في ثقة المواطنين.
متابعون للشأن السياسي المغربي اعتبروا أن خرجة العلمي ليست مجرد اعتراف بضرورة التداول الجيلي، بل إعلانًا صريحًا عن مرحلة انتقالية دقيقة داخل التجمع الوطني للأحرار؛ مرحلة عنوانها تفكيك إرث الماضي وبناء جبهة شابة تتقدّم الصفوف.
واعتبرت جهات مهتمة بالشأن الحزبي، أن التجمع مقبل على هزّة تنظيمية، قد تكون مقدمة لولادة جيل قيادي جديد… جيل لا يكتفي بحمل الراية، بل يعيد تشكيلها على مقاس مغرب يتحرك بسرعة ويأبى أن ينتظر أحدًا.

