عين الشقف : محمد غفغوف
في عملية أمنية محكمة نُفذت باحترافية عالية، تمكنت سرية
الدرك الملكي ببنسودة، وخاصة على مستوى جماعة عين الشقف، من إحباط أنشطة عصابة إجرامية كانت تستغل هدوء غابة عين الشقف لسرقة أجزاء من السياج الحديدي المحيط بها. العملية التي تمّت يوم الأحد، جاءت عقب تعقّب دقيق لتحركات مشبوهة وبناءً على شكايات متعددة تلقتها المصالح الدركية حول تكرار عمليات التخريب والسرقة التي مست أحد أهم الفضاءات الطبيعية بالمنطقة.
وأسفرت المداهمة عن توقيف أفراد العصابة المنحدرين من حي بندباب بمدينة فاس، في حالة تلبس وهم يقطعون أجزاء من السياج باستعمال أدوات حديدية متطورة، كما تم حجز دراجة نارية ثلاثية العجلات كانت تُستعمل في نقل قطع الحديد المسروقة نحو وجهات مجهولة. وقد تم إيداع الدراجة بالمحجز البلدي، فيما وضعت الأدوات المحجوزة رهن إشارة البحث الذي تباشره عناصر الدرك تحت إشراف النيابة العامة، بهدف الكشف عن باقي المتورطين وتحديد المسارات التي كانت تسلكها المسروقات منذ بداية نشاط هذه العصابة.

وتأتي هذه العملية لتبرز حجم الجهود التي تبذلها سرية الدرك الملكي ببنسودة في سبيل حماية الملك العام، والحفاظ على جمالية غابة عين الشقف التي تُعد متنفسًا طبيعيًا ورئة بيئية لساكنة فاس وضواحيها. غير أن أهمية العملية تتجاوز الجانب الأمني المرتبط بمحاربة الجريمة، إذ تعكس أيضًا حضورًا ميدانيًا يقظًا للدرك بهذه الجماعة، سواء من خلال مراقبة المسالك الغابوية أو عبر تنظيم حركة المرور وضبط السير والجولان، فضلًا عن تسهيل المساطر الإدارية المرتبطة بشؤون المواطنين.
ويجمع العديد من المتتبعين على أن العمل المتواصل لسرية الدرك ببنسودة أصبح يشكل نموذجًا يُحتذى به في القرب من المواطن، وتكريس الأمن الوقائي، وتعزيز الإحساس بالأمان داخل الجماعة. فبين التصدي للعصابات الإجرامية، وتحرير الملك العام، ومحاربة الفوضى، ومرافقة المواطنين في معاملاتهم اليومية، تتأكد الصورة الحقيقية لدرك مهني، يقظ، ومتفاعل مع هموم الساكنة وتحديات محيطها.
وتبقى العملية الأخيرة، التي أنهت مسار هذه العصابة المتورطة في تخريب أحد أهم المعالم الطبيعية للمنطقة، رسالة واضحة فحواها أن غابة عين الشقف وكل مرافقها ليست سائبة، وأن حماية المجال البيئي مسؤولية تفرضها يقظة مستمرة وحزم لا يتردد أمام كل من يستهدف الممتلكات العامة أو يهدد أمن واستقرار الجماعة.

