فاس : محمد غفغوف
يحتفل المغرب هذا الأسبوع بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، المناسبة الوطنية التي شكلت نقطة فاصلة في مسيرة المملكة لاسترجاع الأقاليم الجنوبية وتعزيز وحدتها الترابية. تأتي هذه الاحتفالات في ظل التطورات الدبلوماسية الهامة التي تكللت بصدور القرار الأممي الذي اعتمد مبادرة المغرب للحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية، وهو ما يمثل اعترافًا دوليًا بمصداقية الموقف المغربي وشرعيته التاريخية والقانونية.
وفي خطاب سامٍ عقب صدور القرار الأممي، أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس أن المسيرة الخضراء كانت تجسيدًا لوحدة المغاربة وتلاحمهم حول قضية الوطن، مشددًا على أن مبادرة الحكم الذاتي تشكل الإطار العملي والواقعي لحل النزاع في الصحراء، بما يضمن استقرار المنطقة ويعزز التنمية والأمن. وجدد جلالته الدعوة إلى العمل من أجل وحدة الوطن، معلنًا اعتماد يوم 31 أكتوبر من كل سنة عيدًا للوحدة الوطنية، مع اعتباره يوم عطلة رسمية، تكريمًا للروح الوطنية والتضحيات التي قدمها المغاربة في سبيل صون التراب الوطني.
وفي هذا السياق، عبّر السيد عبدالقادر الدباغ، النائب الأول لرئيس مجلس مقاطعة أكدال، عن اعتزازه الكبير بهذه المناسبة التاريخية، موضحًا أن المسيرة الخضراء كانت تجربة وطنية فريدة من نوعها، جسدت التضامن الشعبي والتلاحم الوطني، وأكد السيد الدباغ أن القرار الأممي يضع حداً للجدل الدولي حول قضية الصحراء، ويكرّس القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة في الدفاع عن مصالح الوطن ووحدته الترابية.
وأشار السيد الدباغ إلى أن المغرب، من خلال هذا القرار، أصبح أكثر قوة وثقة على الصعيد الدولي، مشددًا على أن الوحدة الوطنية ليست مجرد شعارات، بل ممارسة يومية وواجب جماعي، مؤكداً أن الاحتفال بيوم 31 أكتوبر سيشكل مناسبة لتعزيز الوعي الوطني بين الشباب والأجيال الجديدة، وتعريفهم بتاريخ المملكة وإنجازاتها الكبرى. كما دعا جميع المواطنين إلى المشاركة الفاعلة في مختلف الأنشطة الوطنية والثقافية والفنية، لإحياء قيم التضحية والانتماء التي جسدتها المسيرة الخضراء، مشددًا على أن التلاحم الوطني هو الضمانة الحقيقية لاستمرار التنمية والاستقرار في جميع ربوع المملكة.
وتشهد المدن المغربية، ولا سيما الأقاليم الجنوبية، تنظيم مجموعة من التظاهرات الوطنية والتربوية والفنية، تشمل معارض ووثائق تاريخية، وأنشطة ثقافية للأطفال والشباب، لتعريف الأجيال الجديدة بمعاني التضحية والوطنية التي جسدتها المسيرة الخضراء، ولتعزيز الروح الوطنية في نفوس المغاربة كافة.

