فاس : محمد غفغوف
في المشهد المهني داخل غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة فاس مكناس، يبرز اسم سعد أقصبي كواحد من أكثر الأعضاء حضورًا وتفاعلًا في كل الدورات والاجتماعات. ليس لأنه يبحث عن الأضواء أو صخب المنصات الرقمية، بل لأنه يحمل همًّا حقيقيًا يتعلق بتطوير الأداء داخل الغرفة، والنهوض بالاقتصاد الجهوي، والدفاع عن مصالح التجار والخدماتيين، خاصة بمدينة فاس.
من يتابع تدخلات أقصبي عن قرب يدرك أنه لا يتعامل مع النقاش المؤسساتي بمنطق المعارضة أو الإثارة الإعلامية؛ بل بمنهج نقد مسؤول يضع في مقدمة أولوياته تصحيح المسار، وتقديم البدائل الواقعية، وصناعة حلول عملية تتماشى مع رهانات التنمية الاقتصادية.

أقصبي، المعروف بصلابته في المواقف وصراحته الهادئة، يؤمن أن العمل داخل الغرفة ليس لتبادل المجاملات أو لتزيين الواقع، بل لابتكار أفكار تُترجم إلى مشاريع ملموسة تُحدث الفارق في حياة التجار والفاعلين الاقتصاديين. لذلك تجد تدخّلاته دائمًا محمّلة بملاحظات دقيقة، واقتراحات عملية، ورغبة صادقة في تطوير الأداء وتحقيق نتائج فعلية.
وفي قلب اهتماماته، يقف تجار مدينة فاس، وخاصة تجار قيسارية أبي شعيب الدكالي بحي أبي الجنود التاريخي، الذين ظلّ أقصبي صوتًا أمينًا لهم ومدافعًا شرسًا عن حقوقهم وتحدياتهم اليومية، فهو يعبّر عن همومهم بدقة، ويطرح مشاكلهم بعمق، ويحرص على أن تكون قضاياهم حاضرة على طاولة النقاش داخل الغرفة.
لقد اختار سعد أقصبي أن يكون فاعلًا لا متفرجًا، وأن يربط العمل التمثيلي بروح المسؤولية والأمانة المهنية. وبين صوتٍ عالٍ من أجل المصلحة العامة، وموقفٍ صلب في مواجهة الاختلالات، يتشكل مسار رجل يشتغل في صمت، ويؤمن أن التنمية لا تصنعها الشعارات، بل الإرادة والمبادرة والمتابعة.

