فاس : محمد غفغوف
في زمنٍ أصبحت فيه السياسة المحلية رهينة الضجيج و«البوز» والمزايدات، يبرز اسم خالد اليحياوي الإدريسي، رئيس فريق المواطنة بمجلس جماعة فاس، كاستثناء يُحسب له، رجل هادئ بطبعه، واضح في مواقفه، لا يركب موجة الصراخ ولا يلهث خلف الأضواء، بل يفضّل أن يتحدث بلغة الأرقام والمعطيات الدقيقة، مستندًا إلى واقع الميدان ومعاناة المواطنين.
منذ انتخابه داخل المجلس، اختار اليحياوي الإدريسي نهج المعارضة البناءة والمسؤولة، معارضة تُمارس الرقابة وتقدّم البدائل دون تجنٍّ أو تشويه، وتضع مصلحة فاس وساكنتها فوق كل اعتبار سياسي أو شخصي.
في كل دورة من دورات المجلس، يتدخّل بصدقية، يطرح الأسئلة الحقيقية، يطالب بالوضوح في تدبير الشأن المحلي، ويدافع بإصرار عن القضايا التي تمسّ الحياة اليومية للمواطنين، من نظافة وأمن حضري ونقل وفضاءات عمومية.
ولأنه يؤمن بأن العمل الجاد لا يحتاج إلى بهرجة، يرفض اليحياوي الإدريسي كل أشكال «التسويق السياسي» الفارغ، مقتنعًا بأن خدمة المدينة لا تمرّ عبر الكاميرات بل عبر النتائج على الأرض.
رجل من طينة خاصة داخل المعارضة الفاسية، يمارس السياسة بمفهومها النبيل: خدمة المواطن لا استغلاله، والإسهام في البناء لا الهدم، والإصرار على الإصلاح دون ضجيج.
خالد اليحياوي الإدريسي هو اليوم أحد الأصوات الهادئة التي تذكّر الجميع بأن المعارضة ليست خصومة، بل شراكة نقدية هدفها الأسمى هو فاس وساكنتها.

