فاس : محمد غفغوف
في مشهد رياضي يفيض بمعاني الانتماء وروح المسؤولية، جسّد نادي الرشاد الفاسي لكرة القدم رسالة واضحة مفادها أن الرياضة ليست فقط منافسات ونتائج، بل مدرسة للمواطنة والأخلاق والعمل الجماعي.. فقد بادر النادي، عبر مكوناته من مكتب مسير وطاقم تقني وتربوي وإداري، إلى تنظيم حملة نظافة لملعب التداريب خلال يومي الإثنين والثلاثاء 3 و4 نونبر 2025، في خطوة تهدف إلى حماية صحة اللاعبين وتوفير بيئة رياضية سليمة خالية من الأوساخ والميكروبات التي قد تعيق جودة التداريب وسلامة المستفيدين.
هذه المبادرة التي حملت روح التطوع والغيرة الصادقة، تعكس قناعة راسخة لدى نادي الرشاد الفاسي بأن العمل الرياضي الحقيقي يبدأ من التفاصيل الصغيرة، ومن حرص مكوناته على صيانة الفضاءات الرياضية والاعتناء بها، تمامًا كما يعتنون بتكوين اللاعب أخلاقياً وسلوكياً قبل تكوينه تقنياً وتكتيكياً. فالنادي يؤمن بأن التربية الرياضية ليست تمرينًا بدنيًا فقط، بل بناء للروح والشخصية وإرساء لأسس المواطنة الإيجابية.

ويواصل الرشاد الفاسي، بهدوء وثبات، تنفيذ مشروعه الرياضي والتربوي الذي يقوم على تكوين الناشئة، وتعزيز قيم الانضباط والاحترام والعمل المشترك، معتمدًا رؤية تجعل من النادي فضاء مفتوحًا لغرس الأخلاق العالية وروح المسؤولية داخل المجتمع. فهي رسالة تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، وتؤكد أن الرياضة يمكن أن تكون ورشًا حقيقيًا للتربية والتوجيه والارتقاء بالسلوك الفردي والجماعي على حد سواء.

إن مبادرة الرشاد الفاسي اليوم تبرز نموذجًا يحتذى به في العمل الرياضي الجاد، وتقدم درسًا بليغًا في الالتزام والوعي، وتؤكد أن الانتماء إلى النادي ليس شعارًا يُرفع، بل ممارسة يومية تُترجم على الأرض بجهد وصبر وتفانٍ. وهي رسالة صامتة لكنها قوية، مفادها أن الرياضة تربي قبل أن تنافس، وتبني الإنسان قبل أن تطور الأداء، وتغرس قيم الحياة قبل أن تعلّم فنون اللعب.
هنيئًا للرشاد الفاسي بهذا الفكر الرياضي النبيل، وهنيئًا لفاس بمؤسسة رياضية تدرك أن مستقبل الكرة يبدأ من التربية، وأن بناء اللاعب يبدأ من بناء المواطن.

