متابعة: عبدالقادر أشتوي
يشهد العمل الجمعوي بمدينة مرتيل حالة غير مسبوقة من التذمر والاحتقان بعدما وجد العديد من الشباب والفاعلين الجمعويين أنفسهم محرومين من أحد أهم شروط الاستمرار في نشاطهم والمتمثل في الحصول على الوصل المؤقت للمقرات وهي الوثيقة الأساسية التي تسمح للجمعيات بمباشرة أنشطتها القانونية والإدارية في احترام تام للمساطر الجاري بها العمل.
وتعيش عدد من الجمعيات النشيطة التي تعمل بجدية وتواصل حضورها الميداني في مختلف المبادرات ظروفا صعبة بسبب غياب فضاءات إدارية تستقبل ملفاتها أو تمنحها وصلا مؤقتا يمكنها من الانطلاق في برامجها. وفي المقابل يستفيد عدد من الجمعيات التي لا تمارس أي نشاط فعلي منذ سنوات من حقوقها كاملة دون عراقيل وهو ما اعتبره الفاعلون الجمعويون تمييزا غير مفهوم وإجحافا في حق الطاقات الشابة

وكان مقر المركز الأندلس سابقا هو الفضاء المعتمد لتسليم الوصل المؤقت قبل أن يفوض لجهة أخرى فيما تم إغلاق دار الشباب وإعادة فتحها من جديد لكنه دون جدوى ودار الجمعيات سابقا وتعويضها بفضاء المرأة الرائدة دون توفير بدائل واضحة للجمعيات. أما مكتبة أبي الحسن الشاذلي فلم تعد بدورها تمنح الوصل المؤقة ما أدى إلى شلل إداري حقيقي عطل مشاريع عشرات الجمعيات النشيطة التي أصبحت عاجزة عن مواصلة عملها داخل المدينة.

ويؤكد عدد من الفاعلين الجمعويين أن ما يقع اليوم في مرتيل يعمق معاناتهم خصوصا وأن العديد منهم يشتغلون بوسائل محدودة ومع ذلك يصرون على تقديم مبادرات تساهم في التنمية المحلية لكنهم يصطدمون بعراقيل تحرمهم من حق يفترض أن يكون مكفولا للجميع دون تمييز.
ويتساءل المشتكون بمرارة: ما معنى أن تمنح بعض الجمعيات غير النشيطة وصلا للمقرات بينما يحرم شباب يعملون يوميا على أرض الواقع من هذا الحق؟ ومن سيضع حدا لهذا الوضع غير السليم؟
كما يطالبون بعض الشباب الراغبين دخول عالم العمل الجمعوي السيد رئيس جماعة مرتيل محمد العربي المرابط بالتدخل العاجل كل من موقعه لإيجاد حل لهذا الإشكال الذي بات يعطل دينامية المجتمع المدني بالمدينة ويعرقل عزيمة الشباب الراغبين في خدمة المدينة عبر العمل الجمعوي الجاد.
ويـدعو الفاعلون الجهات المختصة إلى إعادة النظر في تنظيم عملية تسليم الوصل المؤقت وتوفير مقرات إدارية بديلة أو اعتماد حلول عملية تمكن الجمعيات النشيطة من استعادة حقها المشروع بما يضمن استمرار المبادرات المواطنة ويسهم في الارتقاء بالعمل الجمعوي بمدينة مرتيل

